01‏/05‏/2020

قصة الأخوين فرانك و إدوارد - قصة طويلة ومشوقة

قصة طويلة ومشوقة - قصة الأخوين (فرانك وإدوارد)

قصة طويلة ومشوقة

في يوم من الأيام على طرف جبل منبسط كانت تقع بلدة يحكمها ملك يدعى (ينيم)، تزوج ذلك الملك من امرأة جميلة ولدت له ابناً واحداً سماه (فرانك) بعد ولادتها توفيت الأم لكن الطفل عاش فتزوج الملك من امرأة أخرى وولدت له ابنا آخر أسموه (إدوارد) وبعد مرور السنين ، ذات يوم قالت الزوجة وهي تفكر في نفسها: لا فرصة لابني بأن يصبح ملكاً لأن ابن الملك الأكبر له الأفضلية في الولاية ومن المؤكد أنه سيكون الحاكم ، فبدأت تخطط وتدبر وتنظر إن كانت تستطيع أن تفكر في طريقة ما لتقتل الابن الأكبر وتدع ابنها يحكم المملكة.

ذات يوم تظاهرت بأنها مريضة جداً فتدحرجت على الأرض تتألم وتبكي فرآها الملك وهي على هذه الحال فتعجب وسألها بقلق شديد ما خطبك؟ فأجابت: لقد أصبت بهذا المرض منذ أن كنت طفلة صغيرة لكنه لم يكن قط بهذه الشدة وهنالك طريقة واحدة للشفاء منه لكنها قاسية ومرة جداً، فسالها الملك: وما هي الطريقة لشفائك؟ لا أريدك أن تموتي فهذا سيحطم قلبي يجب أن تقولي لي عن العلاج لأتمكن من إنقاذك، ترددت لبعض الوقت لكنها في النهاية قالت حسناً يجب أن يُقتل أحد ابنيك ويجب أن آكل قلبه مع الزبدة لكنك كما ترى فإن ابنك الأكبر هو الأمير وريث العرش والأصغر هو ابني من لحمي ومن دمي فلن أقدر على أن أكل قلبه حتى ولو كان هذا ينقذ حياتي، تألم الملك وتكدر للغاية لكنه في النهاية قال حسناً أنا أحب ابنائي مثل بعضهما تماماً وقلبي سيتألم الألم نفسه على كليهما لكنني سأقتل الابن الأكبر غداً وإذا كان قتله لن ينفعنا فسأقتل الأصغر

وبعد فترة قصيرة علم الابن الأصغر بما سيقوم به أبوه فذهب إلى أخيه وأخبره بما سمع وسأله: ماذا سأفعل حيال الأمر؟ قال الأخ الأكبر: يا شقيقي الصغير يجب أن تبقى مع والدك وتكون أنت الملك وبهذا لن يقتلك أما أنا فسأهرب ، شعر الأخ الأصغر بالأسف الشديد حيال ذلك وكان قلبه يتألم حين قال: إن كنت سترحل فأنا أريد الرحيل أيضاً لا أريد البقاء هنا من دونك أجابه الآخر: حسناً يمكنك الرحيل معي إذا شئت ،

دبر الاخوين خطة هروب واخذوا ما يكفي من الطعام وهربوا في منتصف الليل ولم يخبروا احد على رحيلهما ،  انطلقا يجوبان الآفاق نهاراً وليلاً فوق الجبال والوديان حتى نفذ الطعام والشراب منهما فكانا جائعين وعطشانين جداً، ظلوا يتجولون حتي وصلوا الى قرية صغيرة فقال له الأخ الأكبر: انتظر واسترح هنا في هذه القرية الصغيرة وسأذهب لأرى إن كنت سأتمكن من إيجاد بعض الماء والطعام ثم بحث فرانك على المياه في كل أنحاء الجبل وعندما وجد بئر مياه ملأ  زجاجة كبيرة وعاد الى اخاه مسرعاً ليرويه .

ظلوا يتجولون في سلاسل الجبال حتى وصلوا إلى وادي وهناك وجدوا (لاما) شيخاً في الكهف! وعندما راءهم الشيخ قال لهم: انكم اخوات طيبين اعرف ذلك من عينكما، فأخبروه بكل ما حدث معهم منذ أن غادروا البيت فقال العجوز: يمكنكم ان تبقوا هنا، فانا اعيش لوحدي منذ وفاة ابني، وبالفعل عاش فرانك وإدوارد مع رجل الكهف العجوز وأحبوه جدا لأنه كان يعاملهم معاملة حسنة.

وفي أدنى الكهف الواقع في أعلى الجبل كانت هناك مدينة يحكمها ملك طيب وكانت هناك بحيرة كبيرة تقع بالقرب من المدينة يروي الناس حقولهم من مائها ولكي لا تغضب الأفعى الإلهة المتخذة من البحيرة مسكناً لها كان على الناس أن يقدموا لها أضحية في كل عام لكي لا تحجب المياه عنهم وقد كان على الناس أن يضحوا بكائن بشري ولد في سنة النمر لكن وقت تقديم الأضحية كان قد حل ولم يلدوا مولود ليقدموه للآلهة

وذات يوم ذهب راعي الاغنام الى الملك وقال له : في كل مرة اصعد فيها الجبل لأرعى القطيع ارى راهباً يعيش في الأعالي وله ولدان والابن الأكبر منهما من مواليد سنة النمر ، فأرسل الملك ثلاثة رجال ليتحققوا من الأمر ، صعد الرجال إلى الكهف وطرقوا الباب فتح الراهب وسأل : ماذا تريدون؟
 
فقالوا: لقد سمع الملك أن لك ابنين وأن أحدهما كان قد ولد في سنة النمر ونريده الآن لنقدمه للأفعى إلهة البحيرة،
 
فقال الراهب لهم: أنا راهب، فكيف يمكن أن يكون لي ابنان؟ ثم أقفل الباب في وجههم واخفى الولدين في برميل ماء خشبي كبير، أغضبت معاملة الراهب الرجال فأخذوا بعض الحجارة وانهالوا على الباب بالضرب حتى أطاحوه أرضاً، فتشوا البيت كله بحثاً عن الولدين لكنهما كانا مخفيين بطريقة محكمة حيث لا يمكن لأحد العثور عليهما ولشدة خيبة أملهم أخذوا بعض الحجارة وانهالوا بها على الشيخ ، لم يستطع الولدان تحمل ذلك فخرجا من مخبئهما وناديا: ( ها نحن هنا فتتوقفوا عن ضرب أبينا )  ثم أوثق الجنود الابن الأكبر وساقوه إلى الملك وبعد رحيله شعر الراهب وابنه الأصغر بحزن شديد وساق الجنود فرانك إلى قصر الملك وبما أنه كان هناك وقت كثير لتقديم الأضحية فمنحوه الحرية في التجول فيكل انحاء القصر إلا أن ابنة الملك لشدة وسامته راحت تراقبه أينما يذهب حتى وقعت في حبه.

أخيراً جاء اليوم الموعود ليأخذوا فرانك إلى البحيرة لإلقائه فيها وتقديمه للإلهة الأفعى فتبعته ابنة الملك متوسلة إليهم ألا يلقوه في البحيرة وقالت لهم: إذا كان لابد لكم من ذلك فألقوني أنا معه أيضاً ، غضب الملك بشدة لرؤية ابنته تتصرف على هذا النحو وصرخ بالحراس: ألقوها هي أيضاً معه ،

 شعر فرانك بالحزن الشديد فقال لها: لا يهم إذا القوني في البحر فانا من مواليد سنة النمر وسيموت الناس جوعاً إذا غضبت الإلهة الأفعى، لكن موت الأميرة بسببي أمر يبدو بلا جدوى، فكرت الفتاة في نفسها وقالت له: احبك يا فرانك! عشقتك من اول نظرة رايتك فيها، دق قلب فرانك ولأول مرة يشعر بانه يريد الحياة، فقال لها: حين نموت سنعيش في الحياة الأخرى انا وانتى! ثم القوهم الجنود في البحيرة
 
فكرت الإلهة حاكمة البحيرة قائلة في نفسها: إنه أمر مؤسف حقاً أن يموت أحدهما خصوصاً وأن كلاهما يحب الآخر إلى هذا الحد وحين القوا بهما في المياه انتشلتهما وحملتهما إلى الشاطئ ولم تدع أياً منهما يغرق ، ثم قالت الإلهة لهم : لم يعد ضرورياً أن تلقى الأضاحي في البحيرة بعد اليوم وستكون المياه وفيرة من دون ذلك ، قال فرانك للأميرة: اذهبي إلى والدك وأخبريه ما قالته الإلهة الأفعى وأنا سأذهب لأرى الراهب وأخي لبعض الوقت وبعد أيام قليلة سأعود ونتزوج .

عادت الأميرة إلى القصر وعاد فرانك إلى الكهف ، عندما طرق الباب فتح له اخاه إدوارد فاندهش بعودته واحتضنه في الحال وفرح لاما بعودته سالماً اليهم ، وجهز له افضل ما عنده من الاكل، وعندما عادت الأميرة إلى القصر سعد الجميع وابتهجوا لرؤيتها وسألها والدها إن كان فرانك قد مات فأجابته: لا لم  يمت وأنا بفضل طيبته ما زلت حية أمامكم كذلك فإن الإلهة لم تعد تريد الأضاحي البشرية في سنة النمر ولا في أي سنة أخرى والمياه ستكون متوافرة ولن تتوقف أبداً، ظن الملك وحاشيته أن أمراً كهذا هو أعجوبة حقاً وأن حياتهم قد أنقذت وأن إله البحيرة كان شديد الطيبة ثم أمر الملك بأن يحضر فرانك أمامه وفي هذه المرة أرسلوا رسلاً دعوا فيها الثلاثة للنزول من الجبل وعندما وصلوا رفعهم الملك على أرائك عالية تكريماً لهم

ثم قال الملك لفرانك : أنت صانع معجزات فهل حقاً أنت ابن هذا الناسك الشيخ؟ أجابه فرانك: أنا ابن الملك ينيما، هربنا أنا وأخي من المملكة ومن زوجة أبي التي لم تكن أمي الحقيقية لننقذ حياتنا، وعندما علم الملك بان فرانك ابن الملك ينيما رغب في أن يزوجه من ابنته ولم يعطيه ابنته فقط بل المملكة أيضاً وتنحى له عن الحكم لأنه كان قد صار كبيراً في السن.

ثم أقام فرانك احتفالاً لكل الناس لمدة سبعة أيام وبعدما اعتلى العرش وبعد ذلك قال لأخيه الاصغر: يا أخي يجب أن تعود إلى البيت لرؤية أبيك وأمك، فمضي زمناً طويلاً على رحيلنا عنهم أعطى الملك الجديد أخاه جواهر وذهباً وفضة وعندما ذهب إدوارد الى ابيه فرح جداً الاب بعودته واحتضنه واعتذر له عما كان ينوي فعله وعندما سأله عن امه فقال له: أمك انتحرت بعد ثلاث شهور من رحيلكما فلم تتحمل غيابك عنها، حزن الابن جداً على موت امه، وبعد فتره عينه ابيه ملكاً على المملكة وجعل الجميع ينحني له ،تولي الاخوين حكم مملكتين مختلفتين وحكموا بالعدل والرحمة وعاشوا باقي حياتهما في سعادة.

إلى هنا تنتهى القصة، إلى اللقاء فى قصة جديدة 👋❤️
لمزيد من القصص يمكنك قراءة
8 قصص واقعية قصيرة عن فن الصمت والكلام

    لتجدنا على جوجل اكتب 7Kayat 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق