في قديم الزمان عاش ملك واسع السلطان وكان في تلك المدينة مشعوذ متمرس يستطيع أن يضحك الناس ويبكيهم متى يشاء فأرسل الملك ذات يوم في طلبه فحضر المشعوذ أمام الملك الذي سأله قائلاً: سمعت أنك تستطيع فعل المعجزات وأنه لا شيء يفوق مقدرتك (مع أنه كان يشك في ذلك) لذا أريدك أن تبدل من أحوالي قال المشعوذ: أوه لقد قمت بذلك مع جميع الناس لكنني لا أجرؤ على أن أقوم بذلك معك يا مولاي
قال الملك: فقط لا تجعل مني
فقيراً طوال حياتي بعدها افعل ما تشاء وإذا شئت سأوقع لك على ورقة أعاهدك بها على
ألا أعاقبك وأعطى المشعوذ الورقة الموقعة من قبله ثم عاد هذا الأخير إلى بيته ومع
مرور الأيام نسي الملك أنه كان قد قطع له عهداً كهذا وذات يوم سمع أن أناساً كثيرين
من مختلف فئات الشعب يقومون باقتلاع النباتات والأعشاب من دون استئذان من حقول
التين الكثيرة التي يملكها على سفح الجبل ،
نادى الملك أحد مستشاريه وقال له: هناك أناس كثيرون يقتلعون الأعشاب والنباتات من حقلي من دون إذني لذا آمرك بالذهاب لمعرفة من يكونون هؤلاء ولماذا يفعلون ذلك فمضى المستشار إليهم وما إن وصل إلى الحقل حتى رأى عرشاً ذهبي وعرشاً آخر فضياً وخدماً ورجالاً وكل مظاهر الجلال فاندهش المستشار بسبب الذي راه فتسلل وسأل أحد الخدم قائلاً له: من يكون هؤلاء العظماء وماذا يفعلون هنا؟ أجاب الخادم: إنه ملك العالم السفلي وابنه وحاشيته وسبب وجودهم هنا أن الملك كان في طريقه إلى السماء والأمر مجرد استراحة على الطريق فعاد المستشار وأبلغ الملك بذلك فأجابه: إن كان هذا ملك العالم السفلي فمن اللياقة إذن أن أذهب وأقدم له بعض الهدايا فجهز هداياه ومضى ليقدمها للملك
وقال الملك: إذا كنت أنت ملك العالم السفلي! فلماذا صعدت إلى الأرض إذن؟
أجاب ملك العالم السفلي: أنا أسكن في الظلام وأعيش حيث تنمو جذور أشجار التين أما الرأس ففي النور حيث تتقاسم الإلهة الفاكهة بينما أنا مالك الأشجار الذي يعتني بالجذور ويجعل الشجر يثمر فلا أحصل على أي منها فها أنا الآن صاعد كي أسأل الإلهة عن سبب ذلك قال الملك الأرضي له: أنا مسرور لأنك أتيت إلى هنا لقد اعتدنا على أن نكون جيرانا نتبادل الهدايا وفي الواقع نحن أقارب إلى حد ما! ابنتي جميلة ورقيقة جدا وبما أن ابنك معك فلنتمم زواجهما
أجاب ملك العالم السفلي: لي ثلاثة أبناء وهذا أصغرهم وأنا أحبه كثيراً ويسرني وجوده معي أكثر لكن إن كنت ترغب في ذلك فلا مانع عندي فيشرفني ان ابني يتزوج ابنتك فوهبه ابنه وقال له: أنا صاعد الى السماء الآن لأرى ماذا ستفعل الإلهة بكل هذه الدمار وأنت عليك أن تراقب السماء وانظر إذا وقعت مشكلات أم لا!
فاخذ ملك البشر ابنه وعاد إلى قصره وخلال
يومين أو ثلاثة أخذ يراقب السماء وبعد فترة قصيرة صارت السماء سوداء كالحديد
وبدأ يتساقط منها موتى وأذرع وأرجل ورؤوس فتعجب الملك قائلاً: (آه) أعتقد أنهم
يتقاتلون بالتأكيد هناك
وذات يوم سقط رأس بدأ كأنه رأس ملك العالم السفلي لقد كان بالتأكيد رأسه فخاف الملك الارضي بان يري ابنه راس ابيه فقرر الملك بان يأخذ الراس ويحرقها فى السر حين رأى زوج ابنته النار نادى إحدى الخادمات وكانت متوسطة الذكاء وسألها عن سبب إشعال النار وارتفاع الدخان هذا فقالت: أوه ، ألا تعلم أن رأس والدك قد سقطت من السماء منذ بعض الوقت وهم الآن يحرقونه ! عندما سمع الابن ذلك صرخ صرخة مدوية وحاول الإسراع إلى مكان النار لكنهم أمسكوا به ومنعوه من الاقتراب رغم أنه في النهاية أفلت منهم وركض ورمى نفسه في الأتون وهلك
وبعد أيام قليلة هبط ملك العالم السفلي من السماء ولم يكن الرأس الذي سقط بل كامل الجسد وذهب ليقيم في المكان نفسه في حقل التين حيث كان ملك البشر قد ذهب لرؤيته مجدداً وسأله كيف الحال؟ فرد الملك: كل شئ بخير ، قال ملك العالم السفلي لماذا لم تحضر ابني معك لرؤيتي ؟ أجاب ملك البشر والألم يعتصره: سقطت اشياء وجثث كثيرة من السماء منها رأس تشبه رأسك تماماً سقط على سطح قصري فأخذناها وأحرقناها وعندما سمع ابنك بذلك حزن واندفع راكضاً وقفز في النار فأهلك نفسه
عندما سمع ملك العالم السفلي بذلك اسود وجهه وصاح بهلع: أنا لم أمت ها أنا أمامك إنك أنت المسئول عن ضياع ابني ويجب أن تدفع حياتك مقابل حياته ، ركع ملك الأرض على ركبتيه وبدأ يتوسل إليه ألا يقتله قائلاً: سأمنحك مملكتي وكل ذهبي وكل ما أملك إذا تخليت عن طلبك بدفع حياتي ثمناً لحياة ابنك ، وأخذ يتخلى عن ممتلكاته لملك العالم السفلي الواحدة تلو الأخرى حتى لم يبق شئ منها وراح يسجد له مراراً وتكراراً
قال ملك العالم السفلي حينها: حسناً لا داعي
لكل هذا فلا تسجد لي أكثر من ذلك وانظر فقط إلى الأعلى وعندما نظر حيث أشار ملك
العالم السفلي لم يجد شيئاً سوى العجوز المشعوذ جالساً على مقْعد مبتسماً له! غضب
الملك غضباً شديداً عندما رآه وأدرك أنه وقع ضحية خداعه غير أنه تذكر وعده للمشعوذ
بألا يعاقبه على أي شئ يفعله فامتص غضبه وأخذ خدمه وعاد إلى قصره.
إلى هنا تنتهى القصة، إلى اللقاء فى قصة جديدة 👋❤️
لمزيد من القصص يمكنك قراءة
إلى هنا تنتهى القصة، إلى اللقاء فى قصة جديدة 👋❤️
لمزيد من القصص يمكنك قراءة
لتجدنا على جوجل اكتب 7Kayat
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق