18‏/02‏/2024

3 قصص طويلة قبل النوم ممتعة جداً ومناسبة للكبار والصغار

وسط ضجيج العالم وضغوط الحياة تأتي القصص الطويلة كملاذ يريح النفس ويهديء الأعصاب، قراءة القصص قبل النوم ليست للتسلية فقط فهي تعمل على تحسين جودة النوم وتعزيز الصحة العقلية والنفسية، القصص ايضا تزرع في قلوبنا بذور الامل والتفائل فتمنحنا طاقة إيجابية وسلام داخلي عميق، إليك مجموعة قصص قبل النوم طويلة وجميلة جداً.

قصص طويلة قبل النوم ذات عبرة

قصص طويلة قبل النوم

1- قصة طويله مشوقة عن فعل الخير

قصص طويلة ذات عبرة
دخل شاب فقير حديث التخرج أحد الشركات الكبيرة على أمل أن يعمل بها، هذه الشركة تعد واحدة من أبرز الشركات في البلاد ومالكها من الأثرياء البارزين فكل من يطمح لتحقيق أحلامه المهنية يتنافس على فرصة العمل بها بما في ذلك أولاد المسؤولين وكبار الدولة.

على الرغم أن الشاب كان متحمساً ومتفائلاً إلا انه كان مهموماً وكان يسأل نفسه: كيف يمكن لشخص مثله أن يتنافس مع هذا العدد الهائل من المتقدمين؟ فهو شاب فقير ابن موظف بسيط توفي ولم يترك له أي ميراث من المال، ولكنه تذكر نصيحة والده ( يا ابني لا تخشى وتوكل على الله في كل شيء، ولا تحزن على ما لم تحصل عليه فربما كان في ذلك خير لك دون أن تعلم )

دخل الشاب إلى مكتب مدير شؤون الموظفين وقدم السيرة الذاتية الخاصة به، بعد ذلك اخبرته إدارة الشركة بأن ينتظر اتصال منهم ليخبروه بالنتيجة، خرج الشاب من الشركة وكان شبه متيقناً بأن النتيجة ستكون سلبية إن لم يتلق اتصالاً.

بعد مرور عدة أيام على المقابلة تلقى الشاب اتصالاً من الشركة وطلبه منه الحضور إلى الشركة لإجراء مقابلة جديدة، فرح الشاب بالاتصال وارتدى أفضل ملابس لديه وتوجه إلى الشركة في الموعد المحدد، وعندما وصل أبلغ موظف الاستقبال باسمه فرحب به بكل احترام وقال: أهلاً وسهلاً يا أستاذ نورت الشركة تفضل معي فصاحب الشركة يريد أن يقابلك بنفسه.

تعجب الشاب كثيراً من هذا الاستقبال وقال لموظف الاستقبال: اعتقد أن هناك سوء تفاهم، من المؤكد انك أخطأت بيني وبين موظف آخر أنا ليس إلا انسان بسيط يبحث عن فرصة عمل.

قال موظف الاستقبال: ألست أنت الأستاذ فلان؟ وقال له اسمه رباعي.

أجاب الشاب وهو مندهشاً: نعم أنا هو.

ضحك موظف الاستقبال وقال وهو يبتسم: إذن أنا لست مخطئاً يا أستاذ، موعدك الآن مع السيد/ صاحب الشركة، فهو أوصانا وأكد علينا بأن نستقبلك بترحيب وحفاوة تليق بمقامك.

لم يصدق الشاب ما سمعه وكان متأكداً أن هناك شيئاً خطأ في الموضوع أو ربما كانوا يستهزئون به، فقال الشاب في باله لو كنت ابن وزير لما تم استقبالي بهذه الحفاوة! بعد ذلك طلب موظف الاستقبال من الشاب بأن يتفضل ويدخل مكتب صاحب الشركة الفاخر.

دخل الشاب المكتب وكان خائفاً من هذه المقابلة، وبمجرد أن رآه صاحب الشركة نهض من كرسيه واقترب من الشاب وحضنه وقبله على جبينه وقال له: اهلاً بابن الغالي!

قال الشاب لصاحب الشركة وهو يشعر بقلق شديد: شكراً لك يا سيدي على هذا الاستقبال، ولكن أظن أنك تعتقد أنني شخص آخر فأنا لم أقابلك من قبل ولم أراك إلا في التلفزيون والصحف والمجلات.

ابتسم صاحب الشركة وقال له تفضل اجلس، بعد ذلك فتح درج مكتبه وأخرج صورة تذكارية قديمة صغيرة وعرضها على الشاب، وبمجرد أن رأى الشاب الصورة أنتفض من مكانه وكأن صدمة كهربائية أصابته وقال وهو يكاد يصرخ: هذه صورة قديمة لوالدي الله يرحمه، كيف حصلت عليها؟ هل كنت تعرفه؟

شعر صاحب الشركة بحزن كبير وقال للشاب: هل هذا الرجل الطيب فارق الحياة؟

قال الشاب: نعم أبي توفى منذ فترة ولكني لم أفهم كيف يمكن لشخص من كبار الأثرياء في البلد أن يعرف والدي؟ إنه كان رجلاً بسيطاً جداً وكان يعمل موظفاً في شركة السكك الحديدية حتى آخر يوم في حياته.

صمت صاحب الشركة وقال للشاب: دعني أخبرك القصة من البداية.

منذ سنوات عديدة كنت لازلت شاباً في مقتبل عمري وأحلامي كانت كبيرة، قررت السفر بحثاً عن فرصة عمل خارج البلاد بعد فشلي في العثور على وظيفة في بلدي، جمعت أمتعتي في حقيبتي وودعت أبي المريض ووعدته بأنني سأعود لأخذه معي عندما أستقر، جلست في القطار قرب النافذة وكنت أبكي لأنني سأترك والدي بمفرده.

بعد قليل جاء شاب من سني يعمل في السكة الحديد وسألني عن سبب حزني، فشرحت له موقفي وكيف أعطاني أبي كل ما يملك من نقود لأبدأ حياة جديدة في بلد آخر لكن تلك النقود القليلة لن تكفيني، فقام الشاب باستخراج محفظته من جيبه وأخذ منها بطاقته بعد ذلك أعطاني المحفظة بكل ما فيها من نقود وقال لي: السفر للخارج كان جزء من احلامي لكن لم استطيع أن احققه لأني لدي زوجة وابن صغير، بعد ذلك طلب مني السفر وتحقيق أحلامنا معاً.

رفضت أن أخذ محفظته لكنه أصر بشدة فأخذتها وسألته كيف أرد له ماله؟ فابتسم وأخبرني: كل ما اريده ان تسافر لتنجح وتحقق حلمك وعندما تعود مرة اخرى إلى هذا البلد اسأل عني ورد لي الجميل وان لم أكن موجوداً من الممكن ان ترده لأحد ابنائي، بعد ذلك طلب مني عنوان منزلي ليسأل عن والدي.

في النهاية طلبت منه أن يخبرني عن اسمه على الأقل، فأعطاني اسمه كامل، ومنذ ذلك اليوم لم أنسي اسمه مطلقاً.

وعندما وصلت إلى بلاد الغربة فتحت المحفظة ووجدت بين النقود صورة ورقية لوالدك فقررت الاحتفاظ بها كذكرى لهذا الرجل الكريم والطيب القلب، ومن يومها لم أنسى شكله أو اسمه.

وفي بلاد الغربة استطعت الحصول على وظيفة وتقدمت في العمل وفي النهاية أسست شركتي الخاصة بعد سنوات من العمل الجاد، كنت اتواصل مع والدي باستمرار وكان يخبرني دائماً أن والدك لم يتوقف عن زيارته، وعندما عدت إلى وطني ذهبت إلى والدي وعوضته عن كل سنين الغربة.

قال والدي لي أن الرجل الطيب الذي كان يسأل عليا دائماً توقف عن زيارتي منذ عدة أشهر، فذهبت إلى السكة الحديد وسألت عنه لكي أرد له الجميل لكن للأسف لم أجده، سألت على عنوانه وذهبت إلى منزله فأخبرني الجيران بانكم انتقلتوا إلى منزل بعيد بعد وفاة والدك.
 
منذ ذلك اليوم أقسمت أن أساعد يومياً شخصاً لا أعرفه، أحياناً في محطات الباص، وأحياناً في السوق، وأحياناً في المستشفيات، فعلت خير كثير بأسم والدك ويعلم الله أن والدك شريك لي في كل خير عملته وكل صدقة أعطيتها وفي كل المال الذي جمعته.

تأثر الشاب بكلام صاحب الشركة وقال وهو يبكي: رحم الله والدي، كان دائماً يشجعني على مساعدة الآخرين، وكان يقول لي: يا ولدي ساعد الناس وسيجازيك الله خيراً سواء في حياتك أو بعد مماتك أو حتى لأولادك ولا تستهتر بأي عمل خير حتى لو كان بسيط فقد يكون له تأثير كبير على حياة شخص دون أن تدري.

تأثر صاحب الشركة بكلام الشاب عن أبيه وقال له: هل تصدق انني لم افحص طلبات التوظيف منذ أكثر من عشر سنين لأن يوجد موظفين مؤهلين بفحص الطلبات الجديدة ولكن هذه المرة كان يوجد صوت داخلي دفعني لفحص طلبات التوظيف الجديدة.

فبدأت بفحص كل الملفات ولم أصدق عيني عندما رأيت صورتك فانت نسخة طبق الأصل من والدك وعرفتك حتى قبل أن اقرأ اسمك، اليوم سأرد الجميل لوالدك وستكون واحد من فريقي، وسأعمل جاهداً لجعلك إنساناً ناجحاً يفخر به والدك.

ثق دائماً بأن الله لن يضيع أجر من أحسن عملاً

2- قصة بائعة الخبز الفقيرة

قصص قبل النوم طويلة
عاشت سجى في إحدى المناطق الفقيرة في بغداد، كانت طفلة بسيطة جداً تتجول طول اليوم في الشارع لتبيع الخبز، كانت تمر دائماً أمام إحدى المدارس الابتدائية، وكان لديها فضول كبير لمعرفة ما يحدث داخل فصول هذه المدرسة.

كانت فتاة بريئة وجميلة كل حلمها في الحياة أن تدخل المدرسة وتتعلم مثل باقي الاطفال لكنها لم تتمكن من دخول المدرسة بسبب الظروف المادية الصعبة لأسرتها، فسجى لديها أربع اخوات أصغر منها ووالدها متوفي فكان عليها أن تعمل لتدعم امها في مصاريف المعيشة الصعبة.

كانت سجى تتعرض لانتقادات وسخرية من بعض الأطفال وفي بعض الاحيان كانوا يرمون عليها حجارة ورغم كل ذلك لم تفقد سجى حبها للمدرسة بل رغبت في الالتحاق بها وتحقيق حلمها في التعليم.

كانت هذه المدرسة بلا سور فاقتربت سجى في أحد الأيام إلى أحد الفصول ونظرت من شباك الفصل لتستمع لشرح المدرسين والمدرسات وتتعلم وتفهم ما يقولونه، والغريب أن سجى وجدت نفسها قادرة على الفهم وحل المسائل.

قررت سجى هذا الفعل كثيراً وفي أحد المرات رأتها امرأة تسكن بجانب منزل سجى فأعجبت بها وبرغبتها الكبيرة في التعليم، فأعطتها كتب ابنتها التي كانت أكبر من سجى بسنة واحدة، أخذت سجى الكتب وشكرت الجارة كثيراً، وعلى الرغم أن الكتب كانت قديمة ومكتوب عليها كثيراً إلا أن سجى كانت تجلس بمفردها كل يوم لتذاكر وتتعلم بعد أن تنتهي من بيع الخبز.
 
في أحد الأيام، كان الاستاذ صباح يشرح درساً للأطفال في مادة الرياضيات، وهذا الاستاذ يعرف سجى شكلياً فهو كان دائماً يراها خارج المدرسة ويرى نظرة الحسرة في عينيها للأطفال التي تحمل الكتب.

طرح الاستاذ صباح سؤال صعب على الاطفال ووعد بجائزة كبيرة لمن يجيب على هذا السؤال، لكن لم يستطيع أي طالب أن يحل هذا السؤال فتفاجئ الاستاذ ببائعة الخبز ترفع يديها من خارج الشباك وتصرخ باسمه، فسمح لها الاستاذ بالإجابة وكانت إجابتها صحيحة.

أعجب الاستاذ صباح كثيراً بإجابة سجى وجعل كل الطلاب تصفق لها، ومنذ ذلك اليوم قرر الاستاذ صباح رعايتها وإدخالها المدرسة وقام الاستاذ بتوفير جميع مصاريفها المدرسية والحياتية، واتفق مع مدير المدرسة على تسجيلها كطالبة بالمدرسة دون دفع رسوم، وأن تحضر الدروس من الخارج وتشارك في الاختبارات، كما توصلوا إلى اتفاق مع مدرسي المواد الأخرى للسماح لها بمتابعة الدروس من خارج الفصل، وبناءً على هذا الاتفاق أبلغ الاستاذ والدتها بالقرار وأقنعها بضرورة التخلي عن بيع الخبز للتفرغ للتعليم، فوافقت الأم وقام أحد أخوتها بتولي مهمة بيع الخبز بدلاً منها.

كان الاستاذ صباح مهتماً بسجى كثيراً ويعاملها مثل ابنته، وكان يشجعها دائماً ويدفعها إلى المذاكرة.

انتهت السنة الدراسية وظهرت نتائج الامتحانات بعد مرور ايام قليلة وتبين أن سجى كانت من الطالبات الأوائل بالمدرسة، وكانت درجاتها مرتفعة جداً واستمرت في هذا النهج برعاية وإشراف الاستاذ صباح حتى وصلت إلى الصف الإعدادي.

مرت الايام وسافر الاستاذ صباح إلى الخارج للعمل في أحد المدارس الدولية ولكن قبل أن يسافر أوصى سجى بتكملة دراستها ووعدها بانه سيأتي لرؤية نتائجها فوعدته سجى بانها سترفع رأسه وستنجح في دراستها وحياتها.

مرت سنين كثيرة وانقطعت علاقة سجى بالأستاذ صباح، كبرت سجى واخوتها وأصبحوا يعملون ويكسبون أما سجى فدخلت كلية الطب لتحقق حلمها.

بعد انقطاع دام لسنين طويلة، عاد الاستاذ إلى العراق وكان يرافقه صديقه الذي كان يعمل معه في الخارج، طلب صديق الاستاذ منه أن يأتي معه إلى الجامعة ليطمئن على ابنه الذي يدرس في كلية الطب، فذهب الاستاذ مع صديقه، وجلسوا في حديقة الكلية وبعد قليل اعتذر الاستاذ صباح وقال لصديقه انه يجب أن يغادر الآن.

سلم الاستاذ عليهم واستعد للرحيل، وفي هذا الوقت اندفعت فتاة جميلة نحو الاستاذ وعانقته بحرارة وبكت الفتاة بشدة لدرجة انها لفتت انتباه كل من في حديقة الكلية وظلت تحتضنه لفترة كبيرة ولم تهتم بالناس، بعد ذلك قالت الفتاة للاستاذ:
 
ألا تتذكرني يا استاذ صباح؟ أنا الفتاة التي كانت في حالة يأس وضعف وأنت صنعت منها شخصية ناجحة وقوية، أدخلتني المدرسة وصرفت عليا من مالك الحر وبفضل الله أولاً وثم بفضل رعايتك واهتمامك وموقفك الإنساني النبيل أصبحت الآن استاذة جامعية ناجحة، أنا ابنتك سجى التي كانت تبيع الخبز وأثناء كلامها كانت الدموع تنهمر من عينيها دون توقف.

تذكر الاستاذ صباح سجى وشعر بفخر كبير من النجاح الكبير التي وصلت له في حياتها وقال لها وهو يبكي: لأول مرة أشعر أنني معلم وإنسان.

تحية لكل من علمني حرفاً.. تحية لكل معلم إنسان وتحية لكل من غرس في قلبي معنى الأمل والحياة.

3- قصة طويلة قبل النوم

قصة طويلة قبل النوم
هذه القصة يرويها لنا شاب عربي في أواخر العشرينات من عمره ويقول:

كانت عادتي اليومية أن أخرج كل يوم وأتجول لمدة نصف ساعة تقريباً ثم أعود إلى بيتي، كنت أشاهد فتاة صغيرة لا تتجاوز سن السابعة كانت تلحق بفراشة صغيرة تحت عمود النور، لفت انتباهي شعرها الطويل وعينيها الخضراء وملابسها الممزقة وعدم ارتدائها حذاء.

كانت الطفلة تلقائية وجميلة، في البداية لم تلاحظ وجودي ولكن مع مرور الأيام بدأت تلتفت نحوي وتبتسم، وفي أحد الأيام توقفت وسألتها عن اسمها فقالت لي أن اسمها أسماء، فاستفسرت عن مكان سكنها فأشارت إلى غرفة خشبية بجانب جدار إحدى المنازل، ووصفت هذا البيت الصغير بانه عالمها حيث تعيش مع والدتها وأخيها مجدي، سألتها عن والدها فأخبرتني أنه متوفي.

ثم انطلقت تجري عندما رأت أخاها مجدي يخرج راكضاً إلى الشارع، أكملت سيري في طريقي وكلما مررت من هذا الشارع كنت أوقفها لأتكلم معها قليلاً، سألتها في إحدى المرات: ما الذي تتمنيه في الحياة؟

قالت لي: أتمنى أن أدخل المدرسة وأتعلم القراءة والكتابة، لم أعرف ماذا جذبني في تلك الطفلة الصغيرة، ربما لأنها كانت تبتسم دائماً أو لأنها كانت إيجابية دائماً رغم فقرها الشديد.

كلما مررت من ذلك الشارع كنت أحضر لها شيئاً معي: حذاء، ملابس، ألعاب، أو طعام.

وفي إحدى المرات قالت لي أن يوجد خادمة تسكن قريباً علمتني الخياطة، وطلبت مني أن أحضر لها قماشاً وأدوات خياطة، فأحضرت لها ما طلبت، وفي يوم من الأيام طلبت مني طلباً غريباً وقالت لي: أريد أن تعلمني كيف أكتب كلمة أحبك.

مباشرة جلست أنا وهي على الأرض، وبدأت أكتب لها كلمة أحبك على الرمال تحت ضوء عمود النور، كانت الفتاة تراقبني وتبتسم، وكنت أكتب لها هذه الكلمة كل يوم حتى أتقنتها بشكل رائع وعلمتها ايضاً حروف اللغة العربية، وفي إحدى الأيام قالت لي: غمض عينيك! لم أدر لماذا أصرت على ذلك، لكني أغمضت عيني وفُوجئت بأنها قبلتني ثم ركضت واختفت داخل الغرفة الخشبية.

مرت الأيام وكنت كل يوم أقابل أسماء، كانت هى أجمل شيء يحدث لي على مدار اليوم، في أحد الأيام وجدت نفسي مضطراً للسفر خارج المدينة لمدة أسبوعين متواصلين بسبب ظرف طارئ، لم أستطع أن أودعها فرحلت ولكنني كنت أعلم أنها كانت تنتظرني كل ليلة عند عمود النور.

عندما عدت، لم أشتاق لشيء في المدينة كلها كما اشتقت لأسماء، في أحد الليالي نزلت من بيتي ذهبت مسرعاً إلى المكان الذي كنا نتقابل فيه دائماً ولكن عمود النور الذي كنا نجلس تحته لم يكن مضاءً، كان الشارع هادئاً وشعرت بشيء غريب، انتظرت لفترة طويلة لكنها لم تظهر فعدت إلى المنزل وجئت في اليوم التالي وانتظرتها لكنها لم تأتي، وهكذا لمدة خمسة أيام كنت أحضر كل ليلة ولا أجدها.

بعد ذلك، قررت أن أزور والدتها للاطمئنان عليها، جمعت شجاعتي وانطلقت نحو الغرفة الخشبية وطرقت الباب بخجل، فتح لي الباب أخيها مجدي ومن ثم ظهرت والدتها، عندما رأتني قالت بدهشة: يا إلهي لقد حضرت، لقد وصفتك أسماء تماماً كما أنت وقالت لي إنك ستأتي لتسأل عليها.

في تلك اللحظة علمت أن هناك شيئاً حدث لها ولكن لم أعرف ما هو وعندما هدأت قليلاً سألتها: ما الذي حدث أجبيني من فضلك، أجابت الأم وهي تبكي: لقد فارقتنا أسماء وقبل وفاتها قالت لي: سيأتي أحدهم للاستفسار عني فأعطيه هذا وأعطتني قطعة قماش لأوصلها لك وعندما سألتها من يكون، قالت: أعلم أنه سيأتي، سيأتي بالتأكيد ليسأل عني وعندما يأتي أعطيه قطعة القماش هذه.

تماسكت وسألت أمها ما الذي حدث لها؟ فأخبرتني: في إحدى الليالي كانت درجة حرارة ابنتي مرتفعة للغاية فقمت بنقلها إلى أحد المستوصفات الخاصة القريبة، وطلبوا مني مبلغ كبير من المال مقابل الكشف والعلاج، لكنني لم أملك هذا المبلغ فتركتهم وذهبت إلى أحد المستشفيات العامة
فرفضوا استقبالها بحجة عدم وجود ملف لها بالمستشفى، كانت حالتها تزداد سوءاً فعدت إلى المنزل ووضعت عليها الكمادات لكنها ماتت بين يدي. 
 
في هذه اللحظة انهمرت دموعي بغزارة واجتاحتني موجة من البكاء الشديد، خرجت مسرعاً وذهبت إلى عمود النور وجلست أبكي بكاءً مريراً وتذكرت كل الذكريات الجميلة التي ربطتني بأسماء، بعد قليل تذكرت قطعة القماش ففتحتها ووجدت أن أسماء نقشت عليها كلمة أحبك بشكل رائع وامتزجت الكلمة ببعض قطرات الدم.

يا لها من لحظة لقد عرفت الآن سر رغبتها الشديدة في تعلم كتابة كلمة أحبك، وعرفت لماذا أخفت اسماء يديها في آخر لقاء بيننا، وذلك لأنها اصابت يديها بالابرة وهى تكتب هذه الكلمة، كتبتها على الرغم انها كانت مبتدئة في الخياطة، كانت تلك الكلمة أكثر كلمة حب صادقة في حياتي لقد كتبتها بقلبها ودمها وألمها.

تلك الليلة كانت الليلة الأخيرة لي في هذا الشارع، فلم أرغب في العودة إليه مرة أخرى، وعلى الرغم انه يحمل ذكريات جميلة إلا انه يحمل ذكرى ألم وحزن لن أنساها طوال حياتي.

 
إلى هنا تنتهي القصص
إلى اللقاء في قصص جديدة
لقراءة المزيد نقترح عليك..
12 قصة محفزة جداً عن النجاح والكفاح
10 قصص قصيرة مؤثرة ومعبرة عن الحياة
10 قصص أطفال قبل النوم جديدة وهادفة جداً
7 قصص عربية قصيرة من أجمل قصص التراث العربي
5 قصص خيالية طويلة للكبار قبل النوم


( النهاية )
قدمنا لك مجموعة قصص طويلة ذات عبرة، لقراءة المزيد من القصص والحكايات تصفح موقعنا موقع قصص وحكايات شعبية الذي يقدم اروع القصص القصيرة والطويلة، ستجد في الموقع قصص وعبر قصيرة للأطفال والكبار و حكايات قبل النوم مكتوبة مناسبة لجميع الأذواق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق