20‏/06‏/2020

قصة العميان الثلاثة اللصوص - قصة فيها عبرة وحكمة

قصة فيها عبرة وحكمة - قصة العميان الثلاثة اللصوص 

قصة فيها عبرة وحكمة

زمان ، كان يوجد رجلاً لديه طفل وفي يوم من الأيام قال الولد لأبيه اريد عشر دنانير ولكن الوالد لم يكن لديه فكه فأعطى ابنه مئة دينار وقال له اذهب الى السوق وفكها ، اخذ الولد المائة دينار وذهب الى السوق ليفكها فاخذ يسال اصحاب الدكاكين والمحلات عن فكه لكنه لم يجد وفى النهاية وجد رجل متسول ضرير فساله عن فكه مائة دينار فقال له الرجل الاعمى نعم يا ابنى لدى فكة فأعطاه الطفل ورقة بمائة دينار فأخذها الاعمى ثم وضعها في جيب سرى داخل عباءته ، انتظر الطفل بعض الوقت ثم قال للرجل المتسول الكفيف اين فكة المائة دينار يا عمى؟ فقال المتسول هل جننت يا ابنى عن ماذا تتحدث فقال له الولد اتحدث عن المائة دينار التي اعطيتها لك لتفكها لي، فقال الرجل للطفل انا لم اخذ منك أي اموال اذهب من هنا ايها الطفل الكاذب اللعين وعندما تجمع الناس حلف الطفل لهم انه اعطاه مائة دينار فقال المتسول لهم لو كنت املك هذا المبلغ ما جلست هنا لأتسول واطلب مساعدة وحسنة من الناس، وفى النهاية صدق الناس المتسول وقالوا للطفل اذهب يا ابنى اذا كنت صادقاً الله يعوض عليك واذا كنت كاذباً الله يسامحك، فذهب الطفل باكيا الى بيته 

وعندما وصل الطفل الى بيت والده سأله ابيه عن سبب بكائه فقال الطفل المائة دينار يا أبي فقال الأب فداك المائة دينارهل ضاعت فقال الولد لا يا أبي المائة دينار سرُقت منى في السوق فقال له الاب كيف حدث ذلك فحكى الطفل لوالده كل الحكاية فقال الاب والله لو طلبها بالذوق كنت اعطيتها له ولكن انا لا اسمح مطلقاً ان ينصب علينا احداً فاخذ الاب ابنه وذهبوا الى السوق ليعرف مكان المتسول الكفيف وعندما وصلوا شاور الابن عليه فقال الوالد لابنه اذهب انت الى البيت الان ولا تخف علي فقال الابن ماذا ستفعل يا ابى هل ستضربه فقال الاب لا بس سأضحك عليه مثلما ضحك عليك، فغادر الولد وظل الاب يراقب الرجل الاعمى وعندما حل المساء ذهب الرجل المتسول الى المسجد وهناك قابل اثنين من اصدقائه المتسولين فسالهم كم جمعتم اليوم فرد المتسول الثاني وقال جمعت اربعة دنانير ورد الثالث وقال جمعت خمسة دنانير فرد عليهم بتكبر ما هذه الارقام فسألوه ماذا جمع اليوم فرد عليهم جمعت مائة وعشرة دنانير فقالوا له كيف فعلت ذلك فرد عليهم وقال ضحكت على ولد من المبصرين واخذت منه مائة دينار وعندما سمع الاب الحكاية ازداد غضباً وقرر ان يعاقب هؤلاء العميان الثلاثة اللصوص 

ظل الرجل منتظراً حتى ذهب الثلاثة عميان كل منهما في طريق فراقب الاب الرجل الذى سرق ابنه وعندما ذهب اللص الى بيته ذهب الاب خلفة وعندما دخل المنزل دخل خلفة دون ان يشعر الكفيف بحركته، اخرج الرجل الضرير وعاء كان يخفيه في حفرة تحت الارض ووضع فيه الاموال ثم خفاه في الحفرة مرة اخرى ، ثم نام الرجل الاعمى وانتظر والد الطفل كثيرا ليتأكد انه نام نوما عميقا وبعد ذلك حفر الاب بهدوء واخذ الوعاء وعندما استيقظ الضرير في الصباح لم يجد الوعاء في مكانه فحزن وندب حظه السيء وفى المساء اجتمع العميان الثلاثة وكان والد الطفل واقفاً بجانبهم فقال لهم الكفيف انه سرُق وان ما حدث له بسبب انه سرق الطفل الصغير امس فقالوا له اين كنت تضع اموالك فرد كنت اضعها في وعاء ثم اخفيه داخل حفرة في غرفتي فقالوا يا لك من غبى كيف تطمئن على اموالك وهى بعيدة عنك فساله اين تضع اموالك فقال لهم اضعها في حذائي ولا اخلعه الا عند النوم وعندما اخلعه اضعه تحت رأسي فأنا لست مثلك ضريراً وغبياً فقال والد في عقله لقد حان دورك ايها الحرامي الثاني فسوف القنكم درساً لا تنسوه ابداً، 

وفى اليوم الثاني احضر والد الطفل معه حذاء جميل، واعطاه الى الضرير الذى يضع امواله في حذائه وقال له ممكن ان تحتفظ بهذا الحذاء حتى انتهى من صلاتي فقال له الكفيف مكن اذهب وصلى ولا تقلقك على حذائك فقال لهم السلام عليكم فردوا عليه السلام لكنه في الحقيقة لم يذهب بل كان واقفاً يتصنت عليهم وبعد ان أذن آذان المغرب قال الكفيف سأقيس هذا الحذاء وان وجدته على مقاسى سأخذه واذهب قبل ان يأتي صاحبه فقالوا الاثنين الأخرين حقك ورزقك فخلع الضرير حذائه القديم الذى يحتفظ فيه بكل امواله ووضعه بجانبه ولبس الحذاء الجديد ، وكان ابو الولد واقف بجانبه فأخذ الحذاء القديم دون ان يشعر به احداً وذهب بعيداً ، وبعد ان لبس الضرير الحذاء الجديد اخذ يبحث عن حذائه القديم فلم يجده فصرخ باكياً اين حذائي، شقى عمرى ضاع 

في اليوم الثالث تجمع العميان الثلاثة امام المسجد وكان ابو الولد واقف بجانبهم دون ان يشعروا بوجوده وكان الكفيف الاول والثاني يحسدون الكفيف الثالث لأنه ما زال يحتفظ بأموالك ولم يسرق منه أي شيء فقال لهم الاعمى الثالث انتم اغبياء كل واحد منكم وضع فلوسه في وعاء والثاني وضع فلوسه في حذاء يا لكم من اغبياء لم تتعلموا منى أي شيء فانا اضع فلوسي داخل كيس واخفيه داخل ثيابي واربط هذا الكيس في بطني حتى لا يقع ابداً فهذا الكيس لا يفارقني ابدا الا عندما استحم وهذا لا يحدث الا كل ثلاثة او اربعة شهور ، سمع الرجل كل ما قاله وقال في باله اذا كنت امينا فلن يصيبك مكروه اما اذا كنت حرامي مثلهم فستندم ، فذهب الاب وجاء في اليوم التالي وكان معه صندوق ملئ بالحشرات ، فذهب اليهم وقال للكفيف الثالث من الممكن ان تحتفظ بهذا الصندوق لأنه ملئ بالمجوهرات والذهب ولا استطيع ان ادخل به المسجد فهل من الممكن ان تحتفظ بهذه الامانة حتى اصلى فقال له الكفيف نعم امانتك في الحفظ والصون فأعطاه الرجل الصندوق ووقف بجانبه ليرى ماذا سيفعل الكفيف وبعد ان قامت الصلاة قال الكفيف سوف افتح هذا الصندوق فمن الممكن ان اجد خاتم يليق بي فقالوا له الاثنين الاخرين افتحه هذا رزقك، عندما فتح الضرير الصندوق خرج منه الصراصير والدبابير والخنافس والنمل والذباب وبدأت تمشى على جسمه ووجهه فارتعب الرجل وخلع ثيابه كلها حتى وصل الى الكيس الذى فيه كل امواله فخلعه ورماه ايضاً، فأخذ الرجل الكيس الذى فيه الاموال ورحل عنهم بهدوء وتركهم يصيحون ويولولون.

يركض السارق في اتجاه والمسروق في ألف اتجاه
(مثل فارسي)
    لتجدنا على جوجل اكتب 7Kayat 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق