05‏/05‏/2020

قصة أرماندو - قصة خيالية طويلة للكبار

  قصة خيالية طويلة للكبار - قصة أرماندو 

قصة خيالية طويلة للكبار

كان أرماندو ولداً وحيداً يعيش مع والديه في قرية صغيرة وكانوا فقراء جداً وعندما كبر الصبي ورأى كم يصعب على والديه تأمين عيشهما البسيط بدأ يحلم بالوقت الذي سيصبح فيه عوناً لهما ، ذات مساء جلسوا يأكلون وجبتهم المولفة من الأرز فأخبره والده قصة ملك شاب يعيش في قصر جميل بعيد عن قريتهم واهتم الصبي اشد الاهتمام بالأمر وفي ذلك المساء عندما كان البيت مظلماً وهادئاً اضطجع أرماندو على حصيرته وجافاه النوم إذ لم تفارق قصة الملك الشاب خياله وتمنى لو كان ملكاً حتى يستطيع هو وأهله أن يعيشوا في قصر جميل.

في صباح اليوم التالي قرر أرماندو أن يذهب إلى الملك ويطلب منه عملاً حتى يستطيع مساعدة والديه، استغرقه إقناعهما طويلاً ليسمحا له بالذهاب إذ كانت الرحلة طويلة وخشيا ألا يكون الملك رؤوفاً لكنهما وافقا أخيراً وانطلق الصبي في رحلته الشاقة، عندما وصل إلى القصر لم يسمح له في البداية مقابلة الملك ولكن لأن الصبي كان جاداً جداً فقد استطاع أخيراً أن يحصل على عمل كخادم.

كان عالماً جديداً وغريياً على أرماندو الذي لم يعرف في حياته سوى حياة القرية ورغم صعوبة العمل إلا أنه كان سعيداً به لأنه بات في مقدوره مساعدة والديه، ذات يوم أرسل الملك بطلبه وقال: أريدك أن تحضر لي أميرة تعيش في الأرض التي وراء  البحر وإذا أخفقت في هذه المهمة فسأعاقبك بشدة، ارتجف قلب الصبي إذ لم يعرف ماذا عليه أن يفعل لكنه أجاب بشجاعة: سمعاً وطاعة يا مولاي وغادر مجلس الملك وانطلق فوراً ليجهز نفسه للرحلة الطويلة إذ كان مصمماً على أن يحاول على الأقل تحقيق مطلبه.

عندما بات كل شيء جاهزاً انطلق أرماندو حتى وصل إلى غابة كثيفة ورأى طائراً مربوطاً بالحبال، قال له الطائر: آه يا صديقي أرجوك حررني من هذه القيود وسوف أساعدك في كل مرة تناديني، حرر أرماندو الطائر فشكره الطائر وقال له عندما تحتاج مساعدتي نادى بصوت عالى (ياطائر الكناري) وسوف احضر في الحال ثم طار الطائر بعيداً.

تابع أرماندو رحلته حتى وصل إلى البحر لم يجد وسيلة لاجتيازه فأخذ يحدق بالمياه بحزن وهو يفكر بتهديد الملك في حال أخفق في المهمة، فجأة رأى ملك السمك يسبح باتجاهه وسأله: لم أنت حزين؟ اجابه الصبي: ليتني أتمكن من اجتياز البحر لكي أجد الأميرة، قال ملك السمك: حسناً اركب على ظهري وسوف أساعدك على اجتياز البحر.

فركب أرماندو على ظهره وحمله ملك السمك إلى الشاطئ الآخر، بعدها التقى بامرأة عجوز سألته عن مهمته وعندما أخبرها قالت له: الأميرة محتجزة في قلعة يحرسها العمالقة خذ هذا السيف السحري الذي يقتل كل شيء مجرد ان يلمسه.

كان أرماندو شديد الامتنان للعجوز وتابع رحلته وعندما  اقترب من القلعة رأى أنها محاطة بحشد كبير من العمالقة، وعندما لاحظوا وجود
أرماندو هرعوا للقبض عليه وحين اقتربوا منه لمسهم برأس سيفه فماتوا اغلبهم وهرب الآخرون مرعوبين وتركوا القلعة بلا حراسة دخل أرماندو وعندما أخبر الأميرة بمهمته فرحت الاميرة كثيراً لتحررها من الأسر وانطلقت معه فوراً إلى القصر الملكي.

كان ملك السمك بانتظارهما على شاطئ البحر فلم يجدا صعوبة في اجتياز البحر ثم اجتياز الغابة الكثيفة إلى القصر وخلال رحلتهم فعل أرماندو كل ما بوسعه لكي يحمي الاميرة من أي مخاطر وبالفعل وصلوا الى القصر الملكي سالمين.
 
بعد مدة طلب الملك من الأميرة أن تصبح زوجته فأجابته: أيها الملك سوف أوافق إذا جلبت لي الخاتم الذي فقدته في البحر عندما كنت أجتازه، فكر الملك فوراً في أرماندو وأرسل بطلبه وأمره بأن يعثر على الخاتم الضائع، بدت المهمة مستحيلة بالنسبة إلى الصبي لكنه اطاع اوامر مولاه وانطلق بحثاً عن الخاتم، توقف على الشاطئ وأخذ يحدق في المياه حتى رأى صديقه ملك السمك يسبح باتجاهه.
 
أخبره
أرماندو بمشكلته فقال له ملك السمك: سوف أرى إن كان بإمكاني مساعدتك فاستدعى كل أتباعه وعندما جاؤوا اكتشف أن واحداً منهم كان مفقوداً فأرسل الآخرين بحثاً عنه فوجدوه تحت صخرة وكان متكاسلاً إلى درجة أنه ما عاد قادراً على الحركة للسباحة فجرته الأسماك الكبيرة من ذيله وأخذته إلى الملك، سأله ملك السمك: لماذا لم تأت عندما ناديناك؟ أجابت السمكة: أكلت كثيراً إلى درجة عجزت عن السباحة.

عندئذ شك ملك السمك وتساءل ما يمكن أن يكون قد حصل وجعل هذه السمكة كسولة لهذه الدرجة فأمر ملك السمك بشق السمكة إلى نصفين وبعد ذلك وجدوا الخاتم بداخلها غمر الفرح أرماندو وشكر ملك السمك وعاد إلى قصر الملك وهو يمتلك الخاتم الثمين، وعندما عاد إلى القصر أخذ منه الملك الخاتم ولم يشكره حتي بل أسرع إلى الأميرة وقال لها: الآن وقد أعدت لكي الخاتم فهل تقبلين بأن تكوني زوجتي؟
 
أجابت الأميرة: لديّ طلب أخير اذا فعلته سأصبح زوجتك إلى الأبد.

سألها الملك الذي يعرف أن
أرماندو يستطيع إحضار أي شيء تتمناه الاميرة فأجابت: أريد القليل من ماء الجنة والقليل من ماء العالم السفلي ولن أطلب أي شيء آخر، مرة أخرى نادى الملك على أرماندو وأرسله في أصعب مهمة على الإطلاق.

خرج الصبي ولم يعرف إلى اين يذهب ولكن قادته رجلاه إلى الغابة، فجأة تذكر الطير الذي وعده بمساعدته فنادى: ياطائر الكنارى وخلال ثواني جاء الطائر إليه وحكي له أرماندو عن متاعبه فقال الطير: سوف أجلب لك الماء.

ثم صنع
أرماندو كوبين خفيفين من نبات الخيزران وربط الكوبين بساق الطير فحلق الطير عالياً وانتظر الصبي طوال اليوم في الغابة وما إن بدأ الليل بالهبوط حتى عاد الطير حاملاً الكوبين المملوئين أخبر الطائر أرماندو بأن الكوب الذي في جهة اليمين هو ماء الجنة والكوب الذي فى جهة اليسار هو ماء العالم السفلي أخذ الصبي الكوبين شاكراً طائر الكنارى ثم أسرع إلى القصر ومعه المياه السحرية.
 
فرح الملك جداً وقال اليوم سيكون زواجي من الاميرة، حزن أرماندو جدا على زواجهما لأنه كان يحب الاميرة ولم يستطيع ان يعلن ذلك لأنه مجرد خادم ولان الملك ايضا يريد الزواج منها وبعد ذلك اتى الملك بالكوبين وعندما رأت الاميرة أن أمنيتها قد تحققت طلبت من الملك أن يسكب فوقها مياه الجنة فنفذ الملك طلبها وعندما سكب الماء فوقها رآها تتحول إلى أجمل امرأة تراها عيناه، وكان الملك متلهفاً ليصبح وسيماً هو الآخر فرجاها الملك أن تسكب عليه المياه من الكوب الثاني ، فقالت الاميرة له بعد زواجنا بأسبوع سوف اسكب الماء فوق راسك حتي اضمن انك لا تتركني بعد ان تصبح وسيماً.

 وبالفعل تزوجوا وبعد مرور اسبوع على زواجهما سكبت الاميرة مياه العالم السفلى فوق راس الملك فتحول الملك الى خنفساء بشعة يستحيل النظر إليه، وبعد ذلك ورثت المرأة العرش لأنه ليس من المنطقي ان تحكم خنفساء المملكة!

ثم نادت الأميرة على أرماندو وقالت له: بسبب وفاءك لسيدك ولطفك الشديد معي وخوفك الشديد عليا فقد اختارتك زوجاً لي ،تزوج أرماندو بالأميرة وسط احتفالات بهيجة وحكموا معاً تلك المملكة الواسعة المزدهرة بالعدل والرحمة وفي خلال ذلك كله لم ينسى أرماندو والديه فأعطاهما أجمل أرض في المملكة وعاشوا جميعاً منذ ذلك الحين في سعادة غامرة.
 

 إلى هنا تنتهى القصة، إلى اللقاء فى قصة جديدة 👋❤️
لمزيد من القصص يمكنك قراءة
أجمل قصة عن الصدق والامانة للكبار
10 قصص نجاح وكفاح رائعة


قناة حدوتة طفل على يوتيوب ، قناة رائعة تقدم قصص هادفة ومفيدة جدا مع رسوم متحركة مسلية لطفلك
    لتجدنا على جوجل اكتب 7Kayat 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق