09‏/05‏/2020

قصة النجار الحكيم - قصة عن الكذب للكبار

قصة عن الكذب للكبار - قصة النجار الحكيم

قصة عن الكذب للكبار

لا أمل لبني البشر بالوصول إلى السعادة إلا في عبادة الإلهة
 (مثل من شعب التبت)

كان يوجد ملك اسمه جندونغ وكان يعمل عنده رجلان من أبناء رعيته أحدهما يعمل دهاناً ويقوم بعمله على نحو رائع وكان الآخر نجاراً من خيرة النجارين أيضاً

كان الدهان يكره النجار جداً ويغير منه لأنه كان الاقرب الى قلب الملك وفي يوم من الأيام جاء الدهان إلى الملك وقال له: يا جلالة الملك في الليلة الماضية عندما كنت اتهيأ للنوم، أرسل لي والدك ملاكاً من الجنة يدعوني إلى القدوم إليه فذهبت إليه في الجنة لأرى ما الذي يريده مني فوجدته مطمئناً وثرياً على نحو لا يصدق وحملني رسالة إليك وها أنا أبلغك إياها

فتح الملك الرسالة وكانت الرسالة مكتوب فيها ((يا بني أنا هنا في الجنة أملك ثروات طائلة ولدي كل ما أريد ما عدا شيئاً واحداً هو أنني أريد أن أبني معبداً للإلهة ولكن لا يوجد هنا نجارون جيدون فأريدك أن ترسل إلي أفضلهم ممن لديك في المدينة والدهان الذي يحمل الرسالة إليك يعرف ما قصدته لأنه كان هنا))

فقال الملك: لابد من أن الرسالة هي فعلاً من أبي لأنها تتضمن أمنيته في أن يبني معبداً للإلهة وعلي أن أحقق له أمنيته ، فاستدعى النجار وأخبره بأن أباه يعيش في الجنة في مساكن الإلهة وهو سعيد جداً لكنه يريد بناء معبد وطلب مني أن أرسلك له لبناء المعبد

ارتاب النجار في الأمر وقال في نفسه: لابد من أنها مكيدة من ذلك الدهان ليتخلص مني يجب أن أفكر في خطة لأتغلب عليه ثم قال: لكن كيف لي أن أصل إلى هناك؟ فكان الجواب أن عليه أن يحضر كل ما سيحتاج إليه من أدوات في الأعالي ويضعها في كومة على الأرض ويجلس عليها ومن ثم يجب أن يكدس الحطب حوله وتُضرم النار به وحين يصعد الدخان إلى الأعلى يمكن أن يحمله إلى الجنة فقال النجار: حسناً هذا كلام سليم لكنني أريد أن أنطلق من تلقاء نفسي، فمنحه الملك سبعة أيام لكي يتهيأ لتلك الرحلة

عاد النجار إلى بيته وزوجته وقال: لقد أحكم ذلك الدهان الماكر خطة لقتلي وأمامي فقط سبعة أيام أنتظر فيها موعد إحراقي فقال النجار لزوجتهعلينا جميعاً أن نتكاتف ونعمل على حفر نفق في المنزل  يصل إلى الحقل الذي سيتم فيه إحراقى ، وبالفعل بدئوا فى حفر النفق فكانت الخطة عندما سيتم إحراق الحطب سيسقط النجار من النفق ويصل الى البيت وعندها سيعتقد المشاهدون بانه اختفي و انطلق الى الجنة ،

وبعد انتهاء السبع ايام أمر الملك رعيته بإحضار حمولات من الحطب ، فكان على كل واحد منهم ان يجلب حملاً معه ووعاء من الزيت ، كوموا الحطب في أربع كومات حول النجار وسكبوا النفط عليها وأضرموا فيها النار وما إن تطايرت ألسنةٌ اللهب واتسعت دائرة النيران حتى انزلق النجار في النفق فوقف الدهان مندهشاً وقال للجميع: انظروا ها هو يرحل راكباً الدخان نحو الجنة صدق الجميع ذلك وعادوا إلى بيوتهم مندهشين

وبعد ان سقط النجار من النفق كان به بعض الجروح والحروق فكان يجب عليه الاختباء فى المنزل ليتعافي ، وايضاً لأنه يعتبر ميت بالنسبة الشعب والملك والدهان

كان للنجار في بيته غرفة سرية مظلمة راح يغسل نفسه فيها كل يوم وكان لديه بعض الثياب المصنوعة على هيئة ثياب الإلهة وبعد مرور ثلاثة اشهر من هذه الحادثة ، خرج النجار من بيته مرتدياً  تلك الثياب وببشرة بيضاء كالزنبق ذهب لمقابلة الملك حاملاً له رسالة من والده تقول الآتي (( يا بني العزيز جندونغ يقُال إنك حاكم عادل تحكم شعبك بالحكمة والموعظة الحسنة منذ ثلاثة أشهر مضت أرسلت لي نجاراً لبناء المعبد وقد أنجز عمله على نحو رائع ، وأريدك أن تريني أنه حظي مكافاته على الأرض عندما يعود أما الآن وقد تم بناء المعبد فإنني أريد منك أن ترسل لي أفضل دهان لديك في المملكة ليصعد الى الجنة ويدهن المعبد )) ثم راح النجار يخبر الملك عن مدى غنى والده وعن مغامراته العظيمة التي في السماء ،

وعلى الفور اعطى الملك النجار ثروة عظيمة تجعله سعيداً مدى الحياة ، وبعد قراءة الرسالة أرسل الملك جنود لإحضار الدهان ولما حضر هذا الأخير قال له الملك: لقد أتى النجار من الجنة للتو وأحضر معه رسالة من والدي يطلب منك أن تصعد وتدهن المعبد له هناك ، نظر الدهان إلى النجار ذي البشرة الناصعة البياض مرتدياً ثياباً  غريبة كهذه مع سلاسل من المرجان حول رقبته ، ففكر النجار لعله من الجيد الصعود إلى الجنة بهذه الطريقة ، وقد كان نصف مصدق بأن النجار ذهب فعلاً إلى هناك

وبعدها منحه الملك سبعة أيام ليهيئ نفسه فجمع الدهان كل أغراضه وجلب الحطب والنفط مع بعض الأشياء التي أراد الملك إرسالها لأبيه وحين أصبح كل شيء جاهزاً قال النجار للحاضرين يجب عليكم ان تعزفوا له أثناء صعوده فأحضروا طبولاً وأبواقاً ، وبعد ان  اشتعلت النيران بدأوا يعزفون بصخب وملأ الضجيج المكان وعندما وصلت النار إلى الدهان صرخ بأنه يحترق لكن الضجيج كان هائلاً لدرجة أن لم يسمعه أحداً فصعد حقاً إلى السماء!

إلى هنا تنتهى القصة، إلى اللقاء فى قصة جديدة ❤️
لقراءة المزيد من القصص نقترح عليك..
 
المصدر: كتاب شجرة الحياة - حكايات شعبية من التيبت للمؤلف أ.ل.شيلتون 
 
    لتجدنا على جوجل اكتب 7Kayat 

هناك تعليقان (2):

  1. من الكاتب

    ردحذف
  2. القصة للكاتب أ.ل.شيلتون .. وتم ذكر المصدر كاملاً في نهاية القصة

    ردحذف