04‏/05‏/2020

قصة الاميرة الضفدعة - قصة خيالية طويلة للكبار

قصة خيالية طويلة - قصة الاميرة الضفدعة

قصة خيالية طويلة للكبار

في قديم الزمان في فى احدى المدن الروسية عاش أمير حاكم مع الأميرة زوجته كان لهما ثلاثة أبناء صغار وكانوا جميعهم شجعاناً إلى درجة تفوق الوصف وحمل أصغرهم اسم إيفان تساريفيتش، وذات يوم قال الوالد لأبنائه: يا أولادي الأعزاء فليجذب كل منكم قوسه وليطلق سهمه وستكون له زوجة حيث يقع السهم

سقط سهم الابن الأكبر في بيت احد الصاغة الاغنياء وسقط سهم الابن الثاني على الشرفة الحمراء لمنزل تاجر ثري حيث وقفت ابنته الرقيقة أما الابن الاصغر إيفان فكان حظه تعيساً فوقع سهمه في وسط مستنقع أمام ضفدعة نقاقة

فقال إيفان لوالده متذمراً: كيف يمكنني الزواج من ضفدعة وهل هي تجوز لي! بالطبع لا!

أجاب الوالد: دعك من هذا عليك أن تتزوج من الضفدعة هذا هو قدرك ونصيبك .

هكذا تزوج الإخوة الثلاثة ، البكر من ابنة رجل نبيل والثاني من ابنة التاجر الجميلة والأصغر إيفان تزوج الضفدعة النقاقة !

وبعد مدة نادى الأمير الحاكم أبناءه الثلاثة وقال لهم فليطلب كل واحد منكم من زوجته أن تخبز رغيف خبر بحلول صباح الغد ، عاد إيفان إلى المنزل وقد اختفت الابتسامة عن وجهه، سألته الضفدعة بلطف: زوجي العزيز إيفان لم أنت حزين؟ هل حدث ما يضايقك في القصر؟ أجاب إيفان: يريد والدنا القيصر أن تخبزي رغيفاً من الخبز الأبيض بحلول صباح غد،
فقالت: لا تقلق يا إيفان اذهب إلى فراشك والصباح رباح فاخذ ايفان بنصيحة زوجته وذهب إلى النوم وبعد ذلك نزعت الضفدعة جلد الضفادع عنها وتحولت إلى صبية جميلة رقيقة اسمها فاسيليا، خرجت إلى الشرفة ونادت بصوت عالى: أيتها الخادمات عليكن بالقدوم إلي حالاً واحضروا معكم رغيفاً من الخبز الأبيض يكون مطابقاً لتلك الأرغفة التي كنت أتناولها في القصر

وعندما استيقظ إيفان وجد الرغيف جاهزاً وكان لذيذاً إلى درجة يعجز عنها الوصف، فقال ايفان: ارغفة مثل هذه لا يمكن العثور عليها الا فى الجنة! فرح القيصر الاب، وقال ان رغيف زوجة ايفان هو افضل رغيف خبز اكلته فى حياتى كلها وقال: الآن هناك مهمة أخرى، فاجلعوا زوجاتكم يصنعون لى بساطاً (سجادة) ، عاد إيفان إلى منزله حزيناً ومهموماً فقالت له الضفدعة: يا زوجي وسيدي إيفان لم أنت مغتّم مجدداً؟ ألم يكن والدك مسرورا؟
فقال: لقد أمر والدنا القيصر بأن تصنعي بساطاً
قالت: لا تقلق اذهب إلى فراشك والصباح رباح 

تحولت الضفدعة من جديد إلى فاسيليا العذراء الجميلة ونادت مجدداً بصوت عالى: يا مربياتي العزيزات تعالوا الى هنا من أجل مهمة جديدة، عليكم ان تصنعوا بساطاً حريرياً مثل ذلك الذى اعتدت الجلوس عليه في قصر والدي الملك، وبالفعل صنعوا لها واحداً جميلاً، وعندما استيقظ إيفان وجد أمامه أجمل بساط حريري، بساط لا يستطيع أحد وصفه بساط مصنوع من خيوط فضية وحريرية وذهبية زاهية الألوان وكأنه صنُع لمتعة النظر .

اندهش القيصر بالبساط وقال ان هذا افضل بساط جلست عليه فى حياتى كلها ، يبدوا ان زوجة إيفان هي الافضل !  فضحك اخوات إيفان وزوجاتهم!، وطلب القيصر أمراً جديداً وهو أن يرى في اليوم التالي زوجات أولاده الوسيمين، فذهب إيفان الى الضفدعة مهموماً، فسألته لماذا هو حزين؟ فقال: أمرنا والدنا القيصر بأن نحضر زوجاتنا إليه الآن قولي لي كيف أتجرأ وأذهب معك؟

أجابت الضفدعة بعد التفكير: ليس الأمر بهذا السوء اذهب بمفردك وسوف أتبعك وعندما تسمع صوت ضجيج لا تخف بل قل: هذه ضفدعتي البائسة قد جاءت في صندوقها البائس، وصل الأخوان الكبيران أولاً برفقة زوجتهما الجميلتين المرحتين اللتين لبستا ثوبين رائعين وراح العريسان السعيدان يسخران من إيفان قائلين: لماذا جئت وحدك؟ لماذا لم تحضر زوجتك وملكتك معك؟ ألم تجد ملابس تكسوها بها؟ نحن مستعدان للمراهنة انه سيكون صعباً العثور على مثلها لو بحثنا في كل مستنقعات البلاد وضحكا طويلاً.

انظروا ! أي ضجة هذه ! اهتز القصر وارتعب كل الضيوف

بقي إيفان هادئاً وقال لا تقلقوا هذه ضفدعتي فوصلت فاسيليا إلى القصر وكانت راكبة عربة ذهبية طائرة تجرها ستة خيول مذهلة وخلابة ومدت فاسيليا التي يفوق جمالها الوصف يدها برقة إلى زوجها فرافقها إلى الطاولات وبدأ الضيوف يأكلون ويتسامرون بفرح، كان جميع الضيوف والقيصر الاب منبهرين من جمال وروعة فاسيليا وبالطبع كان زوجات اخوات ايفان غيرانين من جمالها جداً

وبعد ذلك قالت فاسيليا لإيفان اذهب الى المنزل وسوف الاحقك فى غصون دقائق، وعندما عاد ايفان الى المنزل وجد جلد الضفدعة وأحرقه بالنار وعندما عادت فاسيليا بحثت عن الجلد وعندما لم تستطيع إيجاده غرق وجهها الجميل بالحزن وامتلأت عيناها الرائعتان بالدموع وقالت لزوجها: اوه يا عزيزي إيفان ماذا فعلت؟ فلم يكن قد تبقى لى سوى القليل من الوقت كي أخلع عني جلد الضفدعة البشع وبعدئذ كنا سنعيش سعيدين إلى الأبد أما الآن فعلي أن أودعك ابحث عني في  بلد بعيد جداً لا يعرف أحد الطريق إليه في قصر  كوستشي الذي لا يموت ، وسرعان ما تحولت فاسيليا إلى بجعة بيضاء وطارت بعيداً من النافذة ، وهي تطير كانت تردد الورقة والكرة ! الورقة والكرة !
 
كان ايفان مصدوما ولا يعرف ماذا يفعل ، فبحث فى دولاب فاسيليا فوجد صندوق ففتحه ووجد به كرة سحرية وورقة  مكتوب فيها (( عزيزي إيفان ان فتحت هذه الورقة فهذا يعني انك احرقت جلد الضفدعة وارتكبت خطأ جسيم ،  سأرشدك كيف تجدني ولكن عليك ان تعرف اولا من انا، انا فاسيليا بنت الملك اسكولد وكنت اتمتع بحمكة اكثر من ابي الحاكم ، وكان الشعب يتذمرون علي حكمه وكانوا يريدونى ان احكمهم فغار ابي مني كثيراً وقرأ تعويذة حولتني الى ضفدعة لمدة ثلاث سنوات ، وكانت المدة على وشك الانتهاء لولا انك حرقت جلد الضفدعة ، ولكي تجدني يجب عليك ان تأخذ الكرة السحرية وتنظر الى أي اتجاه تتدحرج وتتبعها بدون خوف ، حبيبتك فاسيلفيا ))

بكى إيفان بمرارة ثم صلّى إلى الله وانطلق في رحلة غامضة، كانت الكرة دليله فاتبعها وكان طريقه طويل جداً وذات يوم صادف دباً روسياً ضخماً في حقل واسع مزهر سحب إيفان قوسه واستعد كي يطلق سهمه على الدب فقال الدب: لا تقتلني يا إيفان الطيب من يعلم؟ قد أكون مفيداً لك فتراجع إيفان عن قتله

ثم طارت بطة بيضاء جميلة فوق رأسه وكانت تزعجه ، فسحب إيفان قوسه كي يرديها لكن البطة قالت له: لا تقتلني يا إيفان الطيب فسوف أكون مفيدة لك في يوم من الأيام فأطاع طلبها وأكمل سيره وبينما مشي لمح أرنباً برياً فسحب سهمه لكي يطلقه لكن الأرنب الرمادي قال: لا تقتلني يا إيفان الشجاع وسوف أثبت امتناني لك في وقت قصير، فلم يطلق إيفان سهمه على الأرنب وتابع مسيرته وظلٌ يتبع الكرة السحرية حتى وصل إلى البحر الأزرق العميق فوجد سمكة كبيرة مستلقية على الرمل تكاد تموت على الرمل الجاف ، رجته السمكة: أوه يا إيفان الطيب ارحمني وأعدني إلى مياه  البحر الباردة ، فنفذ إيفان لها طلبها وانقذها من الموت .

أوصلت الكرة المتدحرجة إيفان إلى كوخ غريب صغير فدخل ايفان الكوخ فوجد ساحرة من أبشع الساحرات التي يمكن أن تخطر على بال اى انسان كانت التحية التي ألقتها عليه كالتالي: هُوو! يا إيفان تساريفيتش ! ما الذي جاء بك إلى هنا؟

صرخ إيفان بغضب: أيتها الشيطانة العجوز هل باتت أصول الضيافة في روسيا المقدسة تقضي بطرح الأسئلة قبل أن تقدموا للضيوف المتعبين ما يأكلونه ويشربونه وبعض الماء الساخن لغسل الغبار عنهم؟

قدمت له الساحرة الكثير من الطعام والشراب إضافة إلى الماء الساخن كي يغتسل من الغبار أحس إيفان بالانتعاش وبعدها بقليل حكى للساحرة حكاية زواجه الرائعة وأخبرها كيف أضاع زوجته الحبيبة .

أجابت الساحرة: أعرف كل هذا! هي الآن في قصر كوستشي الذي لا يموت وعليك أن تعرف أن كوستشي كائن رهيب يراقبها ليل نهار ولا أحد يستطيع التغلب عليه وموته لا يتم إلا من خلال إبرة سحرية وهذه الإبرة موجودة داخل بطة رمادية والبطة موجودة داخل ارنب بري والارنب يعيش فى جذع شجرة ضخمة والشجرة مخبأة بين أشجار السنديان وكوستشي يراقب دائماً هذه الشجرة كما يراقب فاسيليا نفسها ، ففاسيليا بالنسبة له افضل من أي كنز .

ثم أخبرت الساحرة إيفان كيف وأين يستطيع أن يجد شجرة السنديان أسرع إيفان نحو المكان لكنه شعر بالإحباط عندما رأى شجرة السنديان إذ لم يعرف ما عليه فعله ومتى عليه أن يبدأ بالعمل، فجأة قال له الدب رفيق دربه القديم : انظر وراقب ! فركض الدب مسرعاً واقتحم الشجرة حتي زلزلها من جذورها  فخرج من الجذع أرنب بري ركض الارنب مسرعاً لكن جاء ارنب اخر وهو صديق إيفان أخذ يجري وراء الارنب حتي أمسكه ومزقه إرباً،

وخرجت من الأرنب بطة رمادية طارت عالياً جداً حتى كادت تصبح لا مرئية لكن البطة الجميلة البيضاء تبعتها وضربت عدوتها الرمادية التي أوقعت بيضة وغاصت البيضة في البحر العميق وكان إيفان فى هذه الأثناء يراقب متلهفاً أصدقاءه الأوفياء وهم يساعدونه ولكن عندما اختفت البيضة في المياه الزرقاء لم يستطع منع نفسه من البكاء ، فجأة  برزت سمكة كبيرة إلى سطح الماء كانت السمكة نفسها التي أنقذها وكانت تحمل البيضة في فمها وكم كان إيفان سعيداً عندما أخذ منها البيضة فكسرها ووجد في داخلها الإبرة السحرية التي يتوقف مصيره ومصير حبيبته عليها

في اللحظة نفسها خسر كوستشي كل قوته إلى الأبد فدخل إيفان إلى مملكته الشاسعة وقتله بالإبرة السحرية وفي واحدة من قِصوره وجد زوجته العزيزة فاسيليا فعاد بها إلى المنزل وعاشا سعيدين إلى الأبد. 
 
 إلى هنا تنتهى القصة، إلى اللقاء فى قصة جديدة 👋❤️
لمزيد من القصص يمكنك قراءة
10 قصص اطفال قصيرة مكتوبة بالصور

    لتجدنا على جوجل اكتب 7Kayat 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق